بقلوب يعتصرها الألم، نستذكر اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد المناضل الأحوازي حبيب أسیود، الذي رحل عنا في 6 مايو 2023، تاركاً خلفه إرثاً من النضال والكفاح من أجل حرية وقضية شعبه العربي الأحوازي.
ولد حبيب أسیود في الأول من يوليو 1973 في مدينة تستر، ونشأ في كنف عائلة عربية مناضلة. منذ صغره، انخرط حبيب في النشاط السياسي، مدافعاً عن حقوق الشعب العربي الأحوازي ضد الظلم والقمع.
في عام 1999، تأسست “حرکة النضال العربي لتحریر الأحواز” وکان حبيب اسیود أحد المؤسسین وهي حرکة اتخذت شعار تحریر الأحواز. قاد حبيب ورفاقه الحركة بكل عزيمة وإصرار، ونظم العديد من الاحتجاجات والمظاهرات السلمية للمطالبة بحقوق شعبه. كما كان دبلوماسيًا بارزًا، حيث مثل قضية الأحواز في العديد من المحافل العربية والدولية.
في أكتوبر 2020، اختطف حبيب أسیود من قبل السلطات الإيرانية خلال زيارته لتركيا، وتم نقله بشكل غير قانوني إلى إيران. وبعد محاكمة صورية، حُكم عليه بالإعدام بتهمة “المحاربة” و”الإفساد في الأرض”.
في 6 مايو 2023، نُفذ حكم الإعدام بحق حبيب أسیود، ليُسدل الستار على حياة مناضلٍ كرس حياته للدفاع عن حقوق شعبه.
للأسف، بعد استشهاد حبيب، استهدف البعض شخصيته السياسية والنضالية من خلال التشهير به تحت عنوان النقد. سعوا إلى تشويه سمعته السياسية والنضالية من خلال طرح مسائل شخصية وعائلية تتعلق بحياته الزوجية.
ولكن هدف هذه الانتقادات لم يكن، ولا يزال، حبيب أسیود نفسه فقط، بل هو مهاجمة حرکة سياسية ونضالية بأكملها لم ترتكب أي ذنب سوى النضال والتضحية بكل ما تملك من أجل وطنها وشعبها.
لا شك أن حركة النضال قد ارتكبت أخطاء في مسيرتها النضالية، وهي معرضة للنقد. ولهذا السبب، وضعت حركة النضال نقد الماضي على جدول أعمالها في سلسلة من الدورات التدريبية السياسية والتنظيمية. ومن بين هذه المواد التعليمية، التدقیق بملابسات ماحدث للشهید حبیب أسیود.
لكن ما نسميه نقدًا، والذي يتحول إلى تشويه لشخصية شهيد ومناضل من خلال التطرق إلى مسائل عائلية وحياة زوجية، لا نعتبره نقدًا بل نعتبره عملًا انتهازيًا لاغتيال شخصية ضحت بحياته من أجل شعبه ووطنه.
في هذه الذكرى، نتوجه بالتعازي إلى عائلة حبيب أسیود ورفاقه وأحباؤه. ونؤكد على استمرارنا في النضال حتی الوصول الی حق شعبنا في تقریر مصیره.
المجد والخلود لشهداء الأحواز.
الحرية لأسرانا الاشاوس
حركة النضال العربي الأحوازي
6 أيار 2024