شهد ميناء رجائي في مدينة جنبرون (بندر عباس)، جنوب إيران، ظهر اليوم السبت، انفجارًا هائلا نجم عن اشتعال حاويات تحتوي على مواد كيميائية خطرة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 500 آخرين، وفقًا لتقارير رسمية.
وقع الانفجار في تمام الساعة 12:10 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وتسبب في تصاعد سحابة دخان كثيفة على شكل فطر شعر بها سكان جزيرة “جسم” على بعد 26 كيلومترًا، وسمع دويها في مناطق تبعد أكثر من 50 كيلومترًا عن موقع الحادث. كما أدى الانفجار إلى انهيار مبان وتحطم نوافذ في محيط الميناء.
أفادت مصادر أمنية بأن الحادث نجم عن سوء تخزين مواد كيميائية قابلة للاشتعال، يُعتقد أنها تشمل بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تستخدم في تصنيع وقود الصواريخ الصلبة. وكانت السلطات قد حذرت سابقًا من مخاطر تخزين هذه المواد في الميناء، إلا أن التحذيرات لم تؤخذ على محمل الجد.
أعلنت السلطات تعليق جميع العمليات في الميناء، الذي يُعد الأكبر في إيران، ويُعالج حوالي 80 مليون طن من البضائع سنويًا. كما تم إخلاء المنطقة المحيطة بالحاويات المتفجرة، بينما تواصل فرق الإنقاذ والفرق الطبية عمليات البحث عن ناجين وتقديم الرعاية للمصابين.
يأتي هذا الانفجار في وقت حساس، حيث تجرى مفاوضات نووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان. ورغم عدم وجود دليل مباشر على وجود صلة بين الحادث والمفاوضات، إلا أن توقيت الانفجار أثار تساؤلات حول احتمال وجود خلفيات سياسية أو أعمال تخريبية، خاصة في ظل تاريخ الميناء مع حوادث سابقة، بما في ذلك هجوم إلكتروني في عام 2020 في مرفأ بيروت.
أطلقت وزارة الداخلية الإيرانية تحقيقا شاملا لتحديد الأسباب الدقيقة للانفجار، وسط دعوات المحاسبة المسؤولين عن الإهمال في تخزين المواد الخطرة.
يذكر أن ميناء رجائي يُعد مركزا حيويًا للتجارة والصناعة في إيران، ويقع بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي، مما يضفي اضافية على هذا الحادث وتأثيراته المحتملة على الاقتصاد الإيراني.