أحوازنا_يعاني الشعب البلوشي في إيران من تهميش واضطهاد منهجي على يد النظام الإيراني. تشمل هذه السياسات تجفيف الموارد الطبيعية، التهميش الاقتصادي، التمييز في التوظيف، القمع الأمني، وغياب التنمية. كما تتعرض هذه الأقلية لأعلى معدلات الإعدامات، محاولات تغيير التركيبة الديموغرافية، وتقييد معدلات الولادة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على مختلف جوانب هذه الممارسات وآثارها المدمرة على المجتمع البلوشي.
الأهمية البيئية والزراعية
بحيرة هامون هي ثالث أكبر بحيرة في إيران وواحدة من أهم الأراضي الرطبة في العالم. كانت البحيرة مصدرًا رئيسيًا للري والزراعة لسكان بلوشستان، حيث دعمت نظامًا بيئيًا غنيًا يمدهم بالماء والأسماك، مما شكل أساسًا للاقتصاد المحلي.
التجفيف المتعمد وتأثيره الاقتصادي
أدت السياسات الإيرانية غير المسؤولة في إدارة المياه إلى تجفيف بحيرة هامون، مما دمر النظام البيئي والزراعي في المنطقة. جفاف البحيرة قضى على مصادر رزق العديد من العائلات البلوشية التي اعتمدت على الزراعة والصيد. أدى هذا إلى زيادة الفقر وانتشار البطالة، مما أثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلوش.
قلة الفرص الوظيفية
يواجه الشعب البلوشي تمييزًا واضحًا في فرص التوظيف داخل المؤسسات الحكومية. تُمنح الفرص الوظيفية بنسبة ضئيلة للبلوچ، بينما تُعطى الحصة الأكبر لأبناء منطقة زابل المعروفة بولائها للنظام الإيراني. هذا التمييز المنهجي يزيد من البطالة بين الشباب البلوشي.
انتشار البطالة وآثارها
نتيجة للتمييز في التوظيف، ينتشر الفقر والبطالة بين الشباب البلوشي. البطالة العالية تدفع الشباب إلى البحث عن وسائل لكسب العيش، مثل تهريب المازوت، الذي يعرض حياتهم للخطر بسبب الملاحقات الأمنية وحوادث انقلاب السيارات واحتراقها.
البحث عن لقمة العيش
البطالة والفقر يدفعان الشباب البلوشي للعمل في تهريب المازوت عبر الحدود الباكستانية. يُعد تهريب المازوت واحدًا من القليل من الخيارات المتاحة أمام الشباب البلوشي لكسب العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
المخاطر الأمنية والحوادث
يواجه المهربون مخاطر كبيرة، حيث يتعرضون لحوادث انقلاب واحتراق سياراتهم، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لإطلاق النار من قوات الأمن. هذه الحوادث تؤدي إلى وفاة وإصابة العديد من الشباب، مما يزيد من معاناتهم ومعاناة عائلاتهم.
معدلات الفقر
تعد بلوشستان من أفقر مناطق إيران، حيث تعاني من أعلى معدلات الفقر. تعيش العديد من الناس في القرى في بيوت طينية أو خيم، مما يعكس مدى التدهور في الظروف المعيشية.
سوء الظروف المعيشية
تفتقر كثير من القرى في مناطق البلوش إلى البنية التحتية الأساسية، مثل المدارس والمرافق الصحية والمياه النظيفة. هذا النقص الحاد في الخدمات يزيد من تهميش السكان ويجعل حياتهم أكثر صعوبة.
غياب التنمية
تهمل الحكومة الإيرانية الاستثمار في تنمية مناطق البلوش، مما يعوق أي محاولات لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. هذا الإهمال المتعمد يعمق الفجوة بين البلوش وبقية مناطق إيران الأكثر تطورًا.
الاعتقالات التعسفية
يتعرض النشطاء والمدافعون عن حقوق البلوش للاعتقالات التعسفية والملاحقات الأمنية. تستخدم السلطات الإيرانية القوة لقمع أي محاولات للاحتجاج أو المطالبة بالحقوق، مما يثني الناس عن المشاركة في النشاط السياسي أو الدفاع عن حقوقهم.
القيود على الحرية
تفرض الحكومة قيودًا صارمة على حرية التعبير والتجمع والتنظيم بين البلوش. تمنع هذه القيود السكان من الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم. هذه القيود تزيد من إحباط السكان وتحد من فرصهم في تحسين حياتهم.
الإعدامات المنهجية
تشير التقارير إلى أن الشعب البلوشي يتعرض لأعلى نسب الإعدامات في إيران. تستخدم السلطات الإيرانية عقوبة الإعدام كوسيلة لقمع وإرهاب البلوش ومنعهم من المطالبة بحقوقهم أو التمرد على النظام. غالبًا ما تكون هذه الإعدامات ذات دوافع سياسية وتستهدف النشطاء والمثقفين البلوش، لكي يزيد من التوتر والخوف في المجتمع.
تغيير التركيبة السكانية
يسعى النظام الإيراني إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في مناطق البلوش من خلال سياسات تهدف إلى تقليل نسبة السكان البلوش وزيادة نسبة المجموعات الأخرى الموالية للنظام. يتم ذلك من خلال تشجيع هجرة السكان من مناطق أخرى إلى بلوشستان، وكذلك عبر التضييق على السكان البلوش.
تقليل معدلات الولادة
تُمارس ضغوط على النساء البلوش لإجراء عمليات قيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، بهدف تقليل معدلات الولادة وزيادة معدلات الوفيات أثناء الولادة. تُستخدم هذه السياسات للتحكم في النمو السكاني للشعب البلوشي وتقليل عدد الأجيال الجديدة. تؤدي هذه الإجراءات إلى آثار صحية ونفسية سلبية على النساء البلوش وأسرهن.
يعاني الشعب البلوشي في إيران من اضطهاد ممنهج يشمل تجفيف الموارد الطبيعية، التهميش الاقتصادي، التمييز في التوظيف، القمع الأمني، وغياب التنمية، وأعلى نسب الإعدامات، ومحاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية وتقليل النسل. هذه السياسات تضع البلوش في حالة من الفقر والمعاناة المستمرة، مما يدفعهم إلى البحث عن سبل عيش محفوفة بالمخاطر. لتحسين أوضاعهم، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الضغط على النظام الإيراني لوقف هذه السياسات التمييزية والعمل على تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية في بلوشستان.
تعد هذه الجهود ضرورية لتحقيق العدالة والكرامة للشعب البلوشي وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية. على المجتمع الدولي أيضًا أن يكون على دراية بمحنة الشعب البلوشي وأن يدعم المبادرات التي تسعى إلى تحقيق تغيير إيجابي في حياتهم.