في هذا اليوم، الثامن من مارس، الذي يحتفل فيه العالم بيوم المرأة، نُسلط الضوء على نضال المرأة الأحوازية، التي تواجه في مسيرتها نحو الحرية تحديات عديدة. إنها تقف شامخة في وجه الطغيان، محاولةً كسر حاجز الخوف في معارك متشابكة: مواجهة الاحتلال الإيراني، والتصدي للمجتمع الذكوري، والتغلب على العادات القبلية البالية، والتخلص من القيود المفروضة عليها من قبل الأهل والمجتمع.
تعاني المرأة الأحوازية من تمييز مزدوج؛ فمن جهة تُحرم من حقوقها الأساسية تحت نظام ديني مفروض قسرًا، ومن جهة أخرى تواجه سياسات عنصرية تستهدفها بشكل خاص. فهي محرومة من التعلم بلغتها الأم، وتُفرض عليها قيود صارمة على حرية التعبير والمشاركة السياسية. كما تستغل السلطات الإيرانية قوانين “الشرف” والأعراف الدينية كأدوات لقمع المرأة، مما يفاقم من معاناتها.
ورغم التطورات التي شهدها العالم، لا تزال الذكورية متجذرة في المجتمع الأحوازي، حيث تُفرض على المرأة قيود تحدّ من حريتها في العمل، والتنقل، واتخاذ القرارات الخاصة بها. وغالبًا ما تُجبر النساء على التزام أدوار تقليدية تُقصيهن عن المشاركة الفعالة في الحياة العامة. ومع ذلك، نشهد اليوم أصواتًا نسائية أحوازية تتحدى هذه القيود وتطالب بحقوقها بشجاعة.
كما تلعب العادات القبلية المتوارثة دورًا رئيسيًا في تقييد المرأة الأحوازية، حيث تُفرض عليها قيود صارمة باسم التقاليد. فكثيرًا ما تُجبر الفتيات على الزواج المبكر، وتُحرم النساء من حق اختيار شريك حياتهن أو تقرير مصيرهن. ورغم هذه العوائق، نجد نساء أحوازيات يكسرن هذه القيود عبر التوعية، والتعليم، والنشاط الاجتماعي، في محاولة لخلق مجتمع أكثر عدلًا ومساواة.
كذلك، تواجه العديد من النساء الأحوازيات ضغوطًا عائلية تحول دون استكمال تعليمهن أو ممارسة حقوقهن الطبيعية، سواء بسبب الخوف من نظرة المجتمع أو بسبب الأعراف المتوارثة. ومع ذلك، نجد أمهات وزوجات وأخوات أحوازيات يُصبحن الداعم الأول لبناتهن في مواجهة هذه القيود، مما يعزز من صمود المرأة الأحوازية في وجه التحديات.
لم تقتصر معاناة المرأة الأحوازية على القمع الاجتماعي والسياسي، بل امتدت إلى السجون الإيرانية، حيث تقبع العديد من النساء بسبب نضالهن السلمي من أجل حقوق شعبهن. وأصبحت أسماء مثل صهباء حمادي، خلود سبهاني، زينب عفراوي، فاطمة التميمي، ومريم العامري، فهیمة بدوي، معصومة الکعبي وسکینة نیسي رموزًا للنضال النسائي الأحوازي، حيث واجهن الاعتقال والتعذيب بسبب مطالبتهن بالحرية والعدالة.
في هذا اليوم العالمي، ندعو جميع المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى تسليط الضوء على معاناة المرأة الأحوازية، والمطالبة بالإفراج الفوري عن جميع الأسيرات الأحوازيات. كما نؤكد على ضرورة دعم حق المرأة الأحوازية في التحرر من كافة أشكال القمع والتمييز، سواء من الأنظمة القمعية أو من العادات والمجتمعات التي تحدّ من إمكانياتها.
تحية لكل امرأة أحوازية تقاوم الطغيان بصوتها، وقلمها، وصمودها.
المجد للمرأة الأحوازية، والحرية للأسيرات والمعتقلات.
حركة النضال العربي الأحوازي 8 مارس 2025