شن الناشط والكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد هجوما لاذعا على المذيع البريطاني الشهير جيمس ويل وزميله المذيع اليهودي آش غولد أثناء استضافته في برنامج تلفزيوني، أمس الأحد 11 فبراير/شباط 2024.
وقال بيليد في برنامج “حوار تلفزيوني” (Talk TV) “هل أنتم متخلفون عقليا؟ تريدون إدانة الضحايا، لقد قتل 25 ألف إنسان وذبح أكثر من 12 ألف طفل وأنتم تريدون إدانة الفلسطينيين. اللعنة عليكما والعار عليكما. أنتما تدعمان إسرائيل دولة الإبادة الجماعية العنصرية التي ترتكبها منذ فترة طويلة جدا”.
وأضاف، “عار عليكما. العالم غض الطرف عن النازيين عندما كانوا يذبحون اليهود والآن العالم يشيح بوجهه عندما يجمع الفلسطينيون في الأحياء الفقيرة ويقتلون على يد إسرائيل. وهذا هو ردك أنت تدين الفلسطينيين. أنت تسمي الفلسطينيين إرهابيين. أنتما الاثنان حفنة من المنافقين”.
من جانبه حاول ويل مقاطعة بيليد أكثر من مرة قائلا “أرجو أن تتوقف عن الصراخ. أريد الإجابة عن هذا السؤال. لقد فهمت أننا لا نعجبك. حسنا. أريد أن أطرح عليك سؤالا عندما تهدأ”.
وعلق بيليد على الحوار التلفزيوني بمنشور على منصة إكس قائلا، “لا تصمت أبدًا، ولا تدعهم يفلتون من العقاب أبدًا! يتجرأ المنافقون والعنصريون الذين يرتكبون الإبادة الجماعية على وصف المقاتلين الفلسطينيين الشجعان بأنهم إرهابيون”.
وفي منشور آخر قال بيليد، “إن البقاء هادئًا في مواجهة هؤلاء العنصريين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية سيكون خطيئة! يجب نزع سلاح إسرائيل إذا أردنا إنقاذ حياة الفلسطينيين! هل تريد إنهاء العنف؟ الحصار والحظر الكامل على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، إجراءات عقابية لكل من ينتهك الحظر!”.
وكتب بيليد منشورا -اليوم الاثنين- قائلا “تريد إسرائيل مواصلة القتل ولذلك يجب فرض حظر كامل على مبيعات الأسلحة. ويجب معاقبة أي شخص يبيع أسلحة أو ذخيرة لإسرائيل”
ومنذ 129 يوما تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الاثنين 28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 إصابة، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى مثول تل أبيب لأول مرة منذ تأسيسها أمام محكمة العدل الدولية، بدعوى “الإبادة الجماعية” في غزة.
وقبل أسبوع، قام المذيع البريطاني جيمس ويل بطرد ضيفه الناشط السياسي والنقابي البارز ستيف هيدلي، من الأستوديو إثر هجوم الأخير على إسرائيل أثناء البرنامج.
ودافع ستيف هيدلي مساعد الرئيس السابق للاتحاد الوطني لعمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل في بريطانيا المعروف باسم (RMT)، عن الشعب الفلسطيني بحماس، متهما إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”.
ومع توتر الأجواء، طلب ويل من المنتجين التدخل وطرد هيدلي من الأستوديو وبعد أن عجز المنتج عن إقناع هيدلي بالانتقال من كرسيه وميكروفونه قرر ويل أن يتدخل بنفسه وشوهد بالكاميرا وهو يقترب من هيدلي ويصرخ “اخرج، هيا”، وهو ما رد عليه هيدلي قائلا “تريد أن تضربني”، ليقول ويل “أنا لا أحاول الاعتداء عليك، أنا رجل عجوز مصاب بالسرطان”.
ومايكل جيمس ويل من مواليد 13 مايو/أيار عام 1951 وهو شخصية إذاعية بريطانية ومقدم تلفزيوني ومضيف بودكاست ومؤلف منحاز لإسرائيل وهو ما يظهر في منشوراته على منصة “إكس” (تويتر سابقا).
ميكو بيليد
ولد بيليد في القدس عام 1961، ونشأ في مستوطنة موتسا عيليت لعائلة صهيونية بارزة ووقع جده، أبراهام كاتسنلسون على إعلان استقلال إسرائيل.
شارك والده ماتيتياهو بيليد في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وشغل منصب جنرال في حرب الأيام الستة عام 1967، وفي وقت لاحق، بعد أن تجاهل مجلس الوزراء الإسرائيلي تحقيقه في جريمة حرب إسرائيلية عام 1967، أصبح مدافعا عن حوار إسرائيلي مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وأدان الجيش الإسرائيلي لاستيلائه على الضفة الغربية وغزة وسيناء ومرتفعات الجولان، ووصف الحرب بأنها “حملة ساخرة للتوسع الإقليمي”.
اتبع ميكو بيليد خطى والده في البداية، وانضم إلى القوات الخاصة الإسرائيلية بعد المدرسة الثانوية وحصل على القبعة الحمراء، لكنه سرعان ما ندم على قراره وتخلى عن مكانته بمجرد حصوله عليها، وأصبح مسعفا، وبعد أن شعر بالاشمئزاز من حرب لبنان عام 1982، دفن دبوس خدمته في التراب.
أخذ يتدرب على لعبة الكاراتيه حتى حاز الحزام الأسود من الدرجة السادسة عام 1989 وسافر إلى اليابان، ثم إلى سان دييغو، كاليفورنيا الولايات المتحدة، حيث أصبح يمتلك مدرسة لفنون الدفاع عن النفس يديرها ويدرس فيها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2012، باع الشركة لأفضل طلابه ديفيد مايكل آدامز، من أجل التركيز على الترويج لكتابه “ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي في فلسطين” الذي يشرح فيه رحلة تحوله من إسرائيلي متطرف نشأ على دعاية الكيان الصهيوني ورؤيته الكاذبة للعالم، إلى رجل يعتقد أن الحل الوحيد للوضع الحالي هو تفكيك ذلك الكيان المُحتل بلا رجعة.
كما ألف كتاب “الظلم: قصة مؤسسة الأرض المقدسة الخامسة” عام 2018، ويسرد بيليد محاكمة تجريم وتفكيك مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية.
أسس مع نادر البنا، مؤسسة “البنا-بيليد” عام 2010 ومقرها في كورونادو بكاليفورنيا، وتصف نفسها بأنها “ملتزمة بالسلام والعدالة والمساواة” من خلال العمل حصريًا للأغراض الخيرية والتعليمية.