في 18 نيسان/أبريل 2025، نُظّمت مظاهرة في العاصمة البلجيكية بروكسل لإحياء الذكرى المئوية لاحتلال الأحواز من قبل نظام رضا شاه البهلوي. وكما هو الحال في السنوات الماضية، شكّل هذا الحدث مناسبة لتجديد الموقف الوطني الرافض للاحتلال والتأكيد على استمرارية نضال شعبنا العربي الأحوازي من أجل الحرية والكرامة.
غير أنّ ما رافق هذه التظاهرة من قرارات وتحركات أثار العديد من التساؤلات وردود الفعل والمواقف بين صفوف النشطاء الأحوازيين، مما يستدعي منّا في حركة النضال العربي الأحوازي إصدار هذا البيان لتوضيح موقفنا.
في كانون الأول/ديسمبر 2024، صدر بيان عن عدد من التنظيمات الأحوازية يحدّد زمان ومكان التظاهرة، مرفقاً بأسماء هذه التنظيمات. وقد عبّرنا في حركة النضال عن اعتراضنا على هذا البيان، كونه اختزل مناسبة وطنية عامة في إطار ضيّق لمجموعة من التنظيمات دون استشارة باقي الأطراف، ومنها حركتنا.
بادرنا بالاتصال بمسؤولي حزب “التضامن الدیمقراطي الأهوازي” و”الجبهة الدیمقرطیة الشعبیة الأحوازیة”، حيث أوضح لنا السيدان جليل شرهاني وصلاح مزرعة أنّ البيان المشار إليه لم يكن صادراً بتوافق مشترك، بل هو مبادرة فردية من السيد عبد الرحمن حيدري، ممثّل تنظيم “التيار الدیمقراطي”.
لاحقاً، علمنا بتشكيل لجنة تنظيمية خاصة بالمظاهرة ضمّت عدداً من الشخصيات المستقلة، وقد أُبلغنا بعد ذلك بالقرارات التي تم التوافق عليها، وتلقّينا دعوة للمشاركة في هذه اللجنة. غير أنّنا، وبعد اتخاذ تلك القرارات دون حضورنا، رأينا أنّ دعوتنا المتأخرة لا تُغيّر من واقع تغييبنا، ولذلك رفضنا الانضمام إلى اللجنة، ولكن أكّدنا في الوقت ذاته مشاركتنا الفعالة في مظاهرة بروكسل.
في 17 نيسان/أبريل 2025، تلقّينا نسخة من البيان الختامي المعدّ من قبل السيد صلاح مزرعة “أبو شريف”، الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، وهو أحد الذين ساهموا في صياغة البيان، وقد طُلب منّا إبداء رأينا فيه، مع طلب لإبداء الرأي. وقد أعلنا بوضوح أنّ مضمون البيان لا يعبّر عن موقفنا، مؤكدين أنّ أيّ بيان ختامي ينبغي أن يكون محلّ توافق كامل بين جميع الأطراف، وبمشاركتهم الفعلية في صياغته.
في يوم المظاهرة، شاركت “حركة النضال العربي الأحوازي” وأنصارها في الفعالية، لكنّنا فوجئنا بقرار صادر عن اللجنة المنظمة يمنع رفع صور الشهداء والأسرى الأحوازيين. وقد اعتبرنا هذا القرار انتهاكاً صريحاً لثوابت شعبنا، فقرّرنا على إثره الانسحاب من المظاهرة.
حتى الآن، لم تتّضح بشكل رسمي الجهة التي اقترحت هذا القرار والدوافع الحقيقية وراءه، وإن كان قد قيل إنّ المقترح جاء من السيد عباس كعبي ممثّل تنظيم “حزم”، ووافق عليه باقي أعضاء اللجنة.
إنّ حركة النضال ترى أنّ شهداء وأسرى شعبنا هم نواة حقيقية لحركتنا الوطنية، وهم الذين رسموا طريق النضال وفتحوا أبواب التضحية والإصرار. إنّ دماء الشهداء وعذابات الأسرى ليست فقط جزءاً من الماضي، بل هي جوهر حاضرنا وضمانة مستقبلنا.
إنّ إحياء ذكراهم ورفع صورهم في المناسبات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها ذكرى الاحتلال، ليس مجرّد فعل رمزي، بل هو تأكيد على الوفاء لهم وتجديد للعهد الذي قطعناه على أنفسنا بمواصلة الطريق حتى استعادة كامل حقوق شعبنا المشروعة.
منع رفع صور الشهداء والأسرى يُعدّ طمساً متعمّداً لذاكرتنا الجماعية وخروجاً عن روح المناسبة، ولا يمكن قبوله بأيّ شكل من الأشكال.
تؤكّد “حركة النضال العربي الأحوازي” على أنّ المناسبات الوطنية الكبرى هي ملك لكافة أبناء الشعب الأحوازي وقواه الوطنية، ولا يجوز لطرف أو مجموعة أن تستفرد بها أو تنفرد باتخاذ القرارات بشأنها.
نحن نؤمن بالحوار والعمل المشترك، وندعو إلى تفعيل آليات التنسيق الشفاف والشامل الذي يضمن المشاركة الحقيقية، ويُعزّز من وحدة الصف الوطني، مع التزامنا الثابت بمبادئنا وهويتنا، وفي مقدّمتها الوفاء لشهدائنا وأسرانا الأبطال.
حركة النضال العربي الأحوازي
21 نيسان/أبريل 2025